جديد القنوات الفضائية ال..............

الشرقية مسخت (الباشا) ولـم تفِ بالتزاماتها

فارس طعمة التميمي:
بغداد ـ الصباح
احيط مسلسل(مناوي باشا) بتحضيرات وتخطيط انتاجي دقيق، جمع عوامل عدة لانجاحه، بحسب قول فارس طعمة التميمي، الذي اخرجه العام 1999، ما بعث في الممثلين وبي انا المخرج وملاك العمل كافة روح الابداع التي اسرت المشاهدين بحيث تخلو الشوارع عند حلول موعد عرضه، هذا النجاح يحثني على التأني والتأمل في اي عمل اخر، اخرجه من بعد(مناوي باشا) لذا تجدني قليل العمل، وهذا أثر على اخراجي لمسلسل(ايام التحدي) و(الانصاف في مسائل الخلاف) حيث يشمل التريث لدي اختيار دقيق للنص وجهة الانتاج والممثلين قائلاً: ثم جاءت فترة(الباشا) تأليف فلاح شاكر وانتاج قناة الشرقية، التي مسخت العمل بوعود لم تلتزمها، بحيث وجدت نفسي متورطاً ازاء تمويل لم يصل بسهولة واذا وصل فهو دون المتفق عليه، اما النص فمليئ بالعيوب جعلتني اعيده الى فلاح شاكر اكثر من مرة، بما يدل على ان فلاحاً كاتب مسرحي مبدع لاصبر له على الكتابة للتلفزيون، الا ان ضيق الوقت جعلني اتورط بتوقيع العقد قبل قراءة السيناريو والبدء بتصوير حلقات اولى منتظراً من فلاح وصول الثلاث وثلاثين حلقة المتبقية، والتي لم اجد فيها مايستحق التصوير سوى ست عشرة حلقة، والباقي حذفته لضعفه، واضفت بدائل قوية، وقناة الشرقية لم تعن بالانتاج، فجاء بسيطاً، ليس بحجم الاتفاق لذا لم تكن امامي خيارات بشأن الممثلين، فقد تم تصوير المسلسل في سوريا، وكنت اود انجازه في بغداد، لكن الشرقية رفضت، وبما ان ممثلي المسلسل يبلغ عددهم مائة وستين ممثلا رئيسياً من غير الثانويين والكومبارس، فصرت ملزماً بقبول الموجود في سوريا من الممثلين، سواء أكنت مقتنعاً به ام لم اقتنع به، خاصة وان كل واحد منهم مرتبط باربعة او خمسة اعمال اخرى، كما ان الشرقية لم توفر لي مدير انتاج، وهو جوهر العملية الفنية، وغيابه اجهدني كثيراً، اضافة الى كون الحكومة السورية تعد نوري السعيد خائناً للعروبة بحسب ادبيات حزب البعث السوري، لذا منعت تصوير المسلسل على اراضيها، فكنا نعمل خفية بشكل اثر على نفسيتي ونفسيات الممثلين ومواقع التصوير، التي جاء معظمها غير صحيح ولا واقعي، ولايوجد مدير انتاج يكشف عن الموقع ويهيئه مما يضطرني لكشفه بنفسي اثناء التصوير مباشرة وتلك صعوبة معجزة.
قرر المخرج التميمي، الا يتعاقد بشأن اي مسلسل بعد هذه التجربة الا بمعرفة جهة الانتاج: لان الانتاج عصب المسلسل تضافراً مع جودة النص وتفرغ الممثل.
وعن ازمته مع فلاح شاكر قال: لم اعمل مع كاتب معين، حيث اشتغلت مع علي صبري وصباح عطوان وفلاح شاكر وعبد الوهاب الدايني و د. مالك المطلبي، ولكل واحد منهم جوه الخاص به. من طبعي عقد جلسات عدة اثناء الكتابة ..كلهم ماعدا فلاح..
في حين يتواصل التميمي مع الدايني في مسلسل خمسة اصوات لجلسات طويلة عن طريق النت والهاتف.
بشأن فقر موهبة الممثل العراقي قال فارس طعمة التميمي: خلال سنوات مابعد الاحتلال واختلاط الممثل العراقي بالسوريين والمصريين تحفز على تطوير نفسه مشخصاً المشكلة هي ان الممثل العراقي لايبحث في ابعاد الشخصية ويمرن ادواته على ادائها، انما يعتمد على المقومات الذاتية، التي لاترتقي الى مستوى المسؤولية، مع التجربة السورية صار الممثل العراقي يبحث ويتابع الشخصية التي يؤديها، فتفوق على الممثل العربي.
تتعمق المشكلة وفق مايرى المخرج التميمي: بعد سقوط النظام، اخترق الفن ممثلون طارئون بلا مواهب يفرضون انفسهم بالنية وليس بالفعل، والنية غير كافية، انما يجب ان يكون الممثل مؤهلاً وصولا الى الانتاج.
يعتقد فارس طعمة التميمي: ان قناة العراقية، تمتلك مستلزمات واجهزة وطاقات، وهي ملك للشعب، يجدر بها ان تنتج اعمالاً توازي الاعمال العربية.
لم يخف التميمي ان العراق يفتقر للمصور الجيد ومدير الاعمال الجيد ومدير الاضاءة .. نفتقر للجيد من الفنانين والفنيين، في حين انا ميال لرسم المشهد الدرامي، الذي لا يستطيع المتوفر من ملاكات العمل، تنفيذه وهذا يضطر المخرج للدخول على اختصاصات الاخرين، وله رؤياه في تغيير عدسة المشهد والمكياج وحركة الكاميرا، لكن غالباً مخرجونا لايتدخلون،وتلك كارثة، مبدياً احترامه لمن يلتزم الاختصاص، (الذي يمارس مهنة واحدة.. مصور يعمل مصوراً، والا ينتقل للعمل ماكيراً.. احترام المهنة من قبل صاحبها شرط للابداع.. لا احب التدخل في الاختصاصات ولا اجامل في عملي الفني حتى الممثل اذا لم يوفق استغني عنه).
اشار المخرج فارس طعمة التميمي الى مشكلة جديدة انبثقت مع ظهور الفضائيات: (بدأت تملي على الكاتب سياستها يرسلون بطلب الكاتب ويملون عليه فتختلط افكار الكاتب مع افكار القناة).
يفكر المخرج التميمي بتقديم تاريخ العراق الحديث بشكل انتاجي ذي مقومات انتاجية مهمة. من جديد التميمي: (اقرأ في ثلاثة سيناريوهات هي(ابو طبر) تأليف علي حسين للسومرية ونص لصباح عطـوان مـع قـناة الرشيد و(ابـواب بابـل) للكاتب البصري الشـاب حسين الشمري، الذي اتوسم فيه مشروع سينارست مبدع، وهو في طور الكتابة ولم اقرر الى اية قناة اتجه به).

*وديع نادر/مخرج تلفزيوني :(غابت المهنية من تلفزيون العراقية فترة طويلة والآن نحاول استعادتها).*أسيل عادل/مذيعة من قناة دجلة الفضائية :(تنعكس مشاعري على شكلي فيدركها المشاهد عبرالشاشة ).*عبد الجبار الشرقاوي/ممثل :(الانتاج الدرامي في الفضائيات المحلية مرهون بالتكاليف وليس بالجودة).المصدر:جريدة الصباح العراقية